2024-07-05 الساعة: 21:27:24 (بتوقيت القدس الشريف)

(محدث) ترأس اجتماع الأمناء العامين للفصائل: الرئيس يدعو لحوار وطني شامل وحركتي فتح وحماس للشروع في حوار لإقرار آليات إنهاء الانقسام

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

صمود شعبنا وثبات موقفنا منع صفقة القرن ومخططات الضم الإسرائيلية

مشاريع التطبيع المنحرفة يستخدمها الاحتلال كخنجر مسموم يطعن به ظهر شعبنا وأمتنا

قرارنا الوطني حق خالص لنا وحدنا ولا يمكن أن نقبل أن يتحدث أحد باسمنا ولم ولن نفوض أحدا بذلك

لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطا وحيدا للمفاوضات ولا بخطتها

من يقبل بالضم هو خائن للوطن وبائع للقضية

على الدول العربية إعادة التأكيد على التزامها بمبادرة السلام العربية

لن نحيد عن ثوابتنا الوطنية وفق ما جاء في قرارات المجلس الوطني وإعلان الاستقلال عام 1988

سنقوم بالترتيبات اللازمة لعقد جلسة للمجلس المركزي في أقرب وقت ممكن

كل المصاعب والأثقال المادية تهون أمام عزيمتنا الوطنية المتمسكة بثوابتنا وحقوقنا

لن ننهار ولن نسقط مهما بلغ الضغط الأميركي

لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة

دعا للتوافق على تشكيل قيادة وطنية تقود فعاليات المقاومة الشعبية السلمية

 

 دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في كلمته خلال ترؤسه اجتماع الأمناء العامين للفصائل، مساء اليوم الخميس، إلى حوار وطني شامل، كما دعا حركتي فتح وحماس بالذات إلى الشروع في حوار لإقرار آليات إنهاء الانقسام وفق مبدأ أننا شعب واحد، ونظام سياسي واحد، لتحقيق أهداف وطموحات شعبنا.

وحضر الاجتماع الذي عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وفي العاصمة اللبنانية بيروت عبر "الفيديو كونفرنس"، إلى جانب الأمناء العامين للفصائل، أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ومستشارو سيادة الرئيس، وعدد من الوزراء، وشخصيات مستقلة، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ورجال دين مسيحيين وسامريين، وعدد من أمهات وزوجات الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انتصار الوزير، بمشاركة رئيس لجنة المتابعة العربية داخل أراضي الـ48 محمد بركة.

وقال سيادته إننا سوف نقوم بالترتيبات اللازمة لعقد جلسة للمجلس المركزي في أقرب وقت ممكن، وإلى ذلك الوقت نتفق على الآليات الضرورية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية في أطر زمنية محددة وبمشاركة الجميع.

وأضاف أن اللقاء هذا يأتي في مرحلة شديدة الخطورة، تواجه فيها قضيتنا الوطنية مؤامرات ومخاطر شتى، من أبرزها: ما يسمى بصفقة القرن، ومخططات الضم الإسرائيلية، التي منعناها حتى اللحظة بصمود شعبنا وثبات موقفنا، ثم مشاريع التطبيع المنحرفة التي يستخدمها الاحتلال كخنجر مسموم يطعن به ظهر شعبنا وأمتنا، مؤكدا أن من يقبل بالضم هو خائن للوطن وبائع للقضية.

وأكد سيادته ان قرارنا الوطني هو حق خالص لنا وحدنا، ولا يمكن أن نقبل أن يتحدث أحد باسمنا، ولم ولن نفوض أحداً بذلك، فالقرار الفلسطيني هو حق للفلسطينيين وحدهم، دفعنا ثمنه غاليا، وسوف تبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبيته المعنوي الجامع الذي يجب أن تتضافر جهود أبنائه وقواه وفصائله جميعاً من أجل حمايته وتقويته وبقائه مظلة لجميع الفلسطينيين في الوطن والشتات.

وشدد على أننا لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً للمفاوضات ولا بخطتها التي رفضناها ورفضها المجتمع الدولي بأسره لمخالفتها الصريحة للقانون الدولي.

ودعا سيادته للتوافق على تشكيل قيادة وطنية تقود فعاليات المقاومة الشعبية السلمية، وقال: سوف نقوم بالترتيبات اللازمة لعقد جلسة للمجلس المركزي في أقرب وقت ممكن، وإلى ذلك الوقت نتفق على الآليات الضرورية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية في أطر زمنية محددة وبمشاركة الجميع، بما في ذلك تشكيل لجنة متابعة نتوافق عليها جميعاً، وتقدم توصياتها في جلسة المجلس المركزي المرتقبة، وتشكل هذه اللجنة من جميع الفصائل والشخصيات الوطنية.

وتابع الرئيس أنه سيكون على الدول العربية خلال الاجتماع الذي سيكون برئاسة دولة فلسطين، أن تعيد التأكيد على التزامها بمبادرة السلام العربية، وأن إقامة علاقات طبيعية مع دولة الاحتلال لا يأتي إلا بعد إنهائها للاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني استقلاله بدولته ذات السيادة والمتواصلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، مؤكدا أنه لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة.

وفيما يلي نص كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية:

بسم الله الرحمن الرحيم

"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" صدق الله العظيم

أيتها الأخوات.. أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء الوطني التاريخي، حيث نجتمع اليوم على قلب رجل واحد، لكي نتعاون ونتكاتف في القيام بواجبنا الوطني الجامع، وفي حمل أمانة قضيتنا الوطنية المقدسة، بل وقضية كل الأحرار والشرفاء في أمتنا وفي العالم أجمع، فكل التحية لهم والاعتزاز بهم وبمواقفهم.

أبدأ كلمتي هذه بتوجيه خالص التحية لأرواح شهدائنا الأبطال وجرحانا البواسل وأسرانا الصامدين، ولكل عائلاتهم في الوطن وفي الشتات، مؤكدين لهم أننا سوف نستمر، وبكل إصرار وثبات، في المحافظة على حقوقهم، مهما بلغ الثمن، ومهما عظمت التضحيات.

 كما أوجه التحية لإخواننا من الأمناء العامين القادة الذين تعذر حضورهم معنا اليوم، وأخص بالذكر كلاً من الأخ نايف حواتمة والأخ أحمد جبريل والأخ أحمد سعدات، فك الله أسره وأسر جميع أسرانا الأبطال.

وأرحب أيضا بالحاضرين من القيادات الدينية الذين كانوا معنا على الدوام في مسيرة الحرية والتي لا نزال نخوضها معا، والتي لن تتوقف بحول الله حتى تصل إلى غايتها في تحرير وطننا وإقامة دولتنا المستقلة بعاصمتها الأبدية القدس بكل مقدساتها.

أيتها الأخوات.. أيها الأخوة.

إن لقاءنا هذا يأتي في مرحلة شديدة الخطورة، تواجه فيها قضيتنا الوطنية مؤامرات ومخاطر شتى، من أبرزها: ما يسمى بصفقة العصر، ومخططات الضم الإسرائيلية، التي منعناها حتى اللحظة بصمود شعبنا وثبات موقفنا، ثم مشاريع التطبيع المنحرفة التي يستخدمها الاحتلال كخنجر مسموم يطعن به ظهر شعبنا وأمتنا، وما حصل أخيرا الإعلان الثلاثي من الولايات المتحدة وإسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، هذه آخر الخناجر المسمومة التي طعنونا بها.

نلتقي اليوم لكي نواجه كل هذه المخاطر والمؤامرات التي ترمي إلى تصفية قضيتنا الوطنية، ولكي نحمي وحدتنا الوطنية وقرارنا الوطني المستقل.

نلتقي اليوم لكي نتحرك بموقف وطني سياسي موحد، يفتح الطريق لإنهاء الانقسام البغيض، وتحقيق المصالحة، وبناء الشراكة الوطنية من خلال الانتخابات العامة؛ التشريعية والرئاسية حسب قوانينا المعروفة.

نلتقي اليوم لكي يعلم الجميع أننا شعب واحد، وقضية واحدة، تجمعنا فلسطين، والقدس والأقصى والقيامة والمستقبل المشيد بالحرية والسيادة والكرامة الوطنية.

أيتها الأخوات.. أيها الأخوة

لقد قلنا مرارا وتكرارا، وسنظل نقول دائما إن قرارنا الوطني هو حق خالص لنا وحدنا، ولا يمكن أن نقبل أن يتحدث أحد باسمنا، ولم ولن نفوض أحداً بذلك، فالقرار الفلسطيني هو حق للفلسطينيين وحدهم، دفعنا ثمنه غاليا، وسوف تبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبيته المعنوي الجامع الذي يجب أن تتضافر جهود أبنائه وقواه وفصائله جميعاً من أجل حمايته وتقويته وبقائه مظلة لجميع الفلسطينيين في الوطن والشتات.

تعلمون أنه منذ عام 1917 خرجوا علينا بوعد بلفور وهو إنتاج أميركي بريطاني وعلينا جميعا أن نقرأ هذا البيان حرفا حرفا، لأنه أنكر منذ البداية، منذ 103 سنوات الشعب الفلسطيني وتحدث عن الشعب الفلسطيني على أنه أولئك الباقون أو الموجودون على هذه الأرض لهم حقوق مدنية ودينية، وبقوا حتى هذه اللحظة يقولون لكم أنتم لكم حقوق مدنية ودينية وليس لكم حقوق سياسية، هذا هو الموقف الذي تقفه إسرائيل ومن ورائها أميركا، واستمر منذ ذلك الوقت بإغفال وإنهاء وجود الشعب الفلسطيني، وكانوا يقولون أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ويعرفون تماما منذ ذلك الوقت أن أرض فلسطين مليئة بالفلسطينيين والبقية قلة موجودة هنا أو هناك، ولكنهم كانوا يقصدون أن نمحو الفلسطينيين من فلسطين لتصبح أرضا بلا لشعب لشعب بلا أرض، ومع ذلك عانينا كثيرا لإثبات وجودنا وكيانا ولم نتمكن وبقينا شتاتا في كل أنحاء العالم، إلى أن ظهرت منظمة التحرير الفلسطينية، ومع ذلك لم يكونوا يعترفون بنا أننا شعب وأن المنظمة تمثل الشعب إلى عام 1974 عندما أخذنا قرارا بالقمة العربية أن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويعني أنه لا أحد يتكلم عنا ولم نفوض أحدا عنا، ونحن الذين يجب أن نتكلم، وهذا لا يعني أن العرب غير معنيين بالقضية الفلسطينية، ولكن من خلال موقفنا ورأينا ومساعينا لا يحق لأحد أيا كان كما كان يحصل في الماضي وفي السنوات الماضية أن يتحدث باسمنا.

ومن هنا نؤكد أننا لم نفوض أحدا ولن نفوض أحدا، ونحن الذين نتكلم عن قضيتنا الفلسطينية أما أن يأتي هذا أو ذاك ليقول أنني جئت لكم بهذا أو ذاك، أو أن تقول أنا أوقفت الضم لا، فقط شعبنا هو من أوقف الضم وشعبنا هو من أفشل صفقة العصر، ولا نقبل لأحد أن يتكلم باسمنا، نحن الذين نتكلم عن الشعب الفلسطيني ولسنا بحاجة لوصاية أحد أو حماية أحد، ونحن كفيلون برعاية أنفسنا وحماية قضيتنا وشعبنا.

أخواتي.. إخواني.. ويا كل أبناء شعبنا العظيم:

لقد رفضنا صفقة القرن الأميركية جملة وتفصيلاً، وقطعنا علاقاتنا بالإدارة الأميركية حين أعلنت الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال، ثم قامت بنقل سفارتها إليها، كما أوقفنا العلاقات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعد إعلانها لمخططات الضم، وقررنا أننا في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات معهما، وقلنا للجميع: إنه إذا نفذت حكومة الاحتلال الإسرائيلية أياً من مخططات الضم، ولو على سنتميتر واحد من أرضنا المحتلة منذ عام 1967، فسوف تكون حكومة الاحتلال هذه ملزمة بتحمل المسؤوليات كاملةً في أرض دولة فلسطين كقوة احتلال وفقاً للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، ونتذكر أننا في 19 أيار الماضي أخذنا قرارا واضحا أن حكومة إسرائيل إذا أعلنت الضم سنقطع العلاقات، وإذا بدأت الضم سنقول لهم تحملوا مسؤولياتكم كاملة، ونحن لن نتراجع عن موقفنا وسنبقى ثابتين متشبثين بهذا الموقف.

صحيح أن هذه المواقف قد ترتب ويترتب عليها مصاعب إضافية أصبحنا نواجهها، وبالذات على الصعيد الاقتصادي، حيث تحتجز سلطة الاحتلال مئات ملايين الدولارات من أموالنا التي يجمعونها بمقابل يعني كل مئة دولار يأخذون 3 دولارات عليها، هذا عدا السرقة التي يسرقونها من هذه الأموال، من خلال سيطرتهم على نقاط الحدود، والتي نرفض استلامها وفقاً للاتفاقات السابقة التي تحللنا منها، وقد زادت الضغوط علينا وعلى الدول العربية منذ بداية هذا العام حتى أن هذه الدول لم تف بالتزاماتها المالية لنا.

نحن طلبنا أن يتم منحنا قروضا مقابل أموالنا وذهبنا إلى أقاصي الدنيا، إلى كل دول العالم نطلب قروضا مقابل أموالنا، إلا أن الإدارة الأميركية في كل مكان نذهب إليه تقول إياكم أن تدفعوا لهم دعوهم بالزاوية حتى ينهاروا، نحن لن ننهار ونحن لن نسقط مهما بلغ الضغط الأميركي، صحيح أنها لسنا دولة مستقلة، ولكن لدينا إرادة ولدينا حق والله سبحانه وتعالى معنا، وهذا يكفي ليحمينا من كل الضغوط ويمنع عنا كل الضغوط التي تأتي من هنا وهناك.

هذا بالإضافة إلى استمرار سلطة الاحتلال وقطعان مستوطنيها، في ممارساتها العدوانية ضد شعبنا، من قتل واعتقالات وهدم للبيوت ومصادرة للأراضي وانتهاك للمقدسات وبالذات في المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وحصار ظالم لقطاع غزة الحبيب، لكن كل هذه المصاعب، وكل هذه الأثقال المادية، ونحن في خضم جائحة "كورونا"، التي تُحملنا أعباء إضافية، تهون أمام عزيمتنا الوطنية المتمسكة بثوابتنا وحقوقنا المشروعة، وهنا فإنني أوجه التحية لكل أبناء شعبنا على صبرهم في مواجهة هذه الأزمة التي أثق أننا سوف نتجاوزها كما تجاوزنا غيرها من قبل.

بالنسبة لقطاع غزة يعاني ما يعانيه ونحن قررنا غدا أن يذهب وفد وزاري إلى قطاع غزة ومعه 20 شاحنة من الأدوية التي يحتاجون إليها في مواجهة كورونا، لأن لديهم حصار ونقص في أمور كثيرة، ومن واجبنا وما يتوفر لدينا أن نقتسمه معهم وأن نرسله لهم وهذا ما سيحصل غدا.

وبالمناسبة أقول لشعبنا إنه يجب أن تلتزموا بقرارات وزارة الصحة فيما يخص كورونا لأننا نلاحظ ازدياد الإصابات بكل الأراضي الفلسطينية، في الموجة الأولى لم يكن لدينا أكثر من 80 مصابا الآن لدينا إصابات بالآلاف، كل ما نريده هو ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، وألا تكون هناك اجتماعات ولقاءات كالأعراس والأتراح فليس هناك ضرورة، ولا حاجة للتجمعات، وكلما ازداد العدد يصبح من غير الممكن مواجهة هذا الفيروس اللعين والخبيث، وأتوجه لأهلنا للالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي، حتى الصلاة يمكن أن نصلي في البيت وهذا جائز بإذن الله، وأتمنى على شعبنا أن يلتزموا بالتعليمات الصحية لأن الأعداد تزداد بشكل مخيف هنا وفي غزة، وأتوجه بنداء لكل أهلنا ليلتزموا لأن الأمر ليس بهذه السهولة والفيروس يتفشى بسرعة هائلة، ولا أحد يعرف متى ينتهي، وإلى الآن لا يوجد دولة اكتشفت لقاحا لهذا الفيروس، وحتى يكتشفوه ونبدأ باستعماله لكل حادث حديث، والآن نكتفي بالوقاية فهي مهمة جدا وتحمينا من استمرار تفشيه.

أيتها الأخوات.. أيها الأخوة

لقد أعلنا موقفنا أمام الجميع، وقلنا لكل الوسطاء الذين تحدثوا معنا من أجل كسر الجمود الذي صنعته الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية إننا مستعدون لعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة تنطلق من خلاله مفاوضات جادة على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية التي أعلنتها قمة بيروت في عام 2002 وجاء بها المرحوم الملك عبد الله ووافق عليها جميع العرب والمسلمون، والتي تقول إذا حصل حل للقضية الفلسطينية فكل مسلم يستطيع أن يطبع علاقته ولكنهم أصبحوا يطبعون أولا، إذن نحن متمسكون بمبدأ الأرض مقابل السلام، وفي إطار زمني محدد، وتحت رعاية دولية متعددة الأطراف، الرباعية الدولية وبمشاركة دول أخرى.

وفي هذا الصدد فإننا نؤكد على أننا لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً للمفاوضات ولا بخطتها التي رفضناها ورفضها المجتمع الدولي بأسره لمخالفتها الصريحة للقانون الدولي. المبادرة الأميركية هي أحادية، قرار أحادي جاء من ترمب وهي مخالفة للشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وحقوق الإنسان، ونذكر أنه في آخر أيام أوباما جاءت الإدارة الاميركية وأبلغتنا أنها سترسل قرارا لمجلس الأمن، قرأنا القرار واتفقنا عليه بمنتهى السرية، أرسل القرار ووافق عليه الجميع بما فيهم الولايات المتحدة واعتمد، وبعد أن دخل ترمب البيت الأبيض قال أرفض هذا القرار وقال إن عنده مبادرة إلى أن خرج لنا بصفقة العصر وهي في الحقيقة صفعة لا يوجد فيها شيء، قال إقرأوها، وقرأناها ولا يوجد فيها كلمة واحدة أن هناك دولة فلسطينية للفلسطينيين بعد أن يثبتوا ولاءهم بأربع سنوات، هل هذه الدولة قطعة جبنة سويسرية يربطها نفق تحت إمرة إسرائيل، وأنا أتحدى أي إنسان في العالم أن يقبل أن تكون دولته بهذا الشكل، هذه ليست دولة وما عدا ذلك لا يوجد أي شيء في صفقة العصر، لا لن أقبل لن أجلس على طاولة فيها صفقة القرن، إنما نذهب لمفاوضات على أساس الشرعية الدولية والقرارات المتفق عليها بالاتفاقيات، ونقبل أي قرار في مجلس الأمن وأولها هذا القرار الذي قدمته أميركا بنفسها وأخرجته إلى مجلس الأمن في اليوم الذي دخل فيه السيد ترمب إ